اخبار محلية

  • شارك:

الجزائر تنضم إلى بنك "بريكس".. ما هي المكاسب التي ستجنيها من ذلك؟!!


جمعية البنوك اليمنية - صنعاء     بتاريخ: 2025/05/27

 

على الرغم من فشل مسار انضمامها إلى المجموعة الاقتصادية "بريكس"، إلّا أنّ الجزائر حوّلت أنظارها وجهودها نحو بنك هذا التكتل، لتكون أحد المساهمين فيه رسمياً، في خطوة اعتبرتها رئيسة البنك ديلما روسيف، مهمة بالنسبة إلى الطرفَين على حدٍ سواء.

ويجسد انضمام الجزائر إلى البنك بمساهمة قدرها 1.5 مليار دولار التوجهات التي أعلن عنها قبل بضعة أشهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والتصريحات المتتالية التي أكد من خلالها عدم اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، في إشارة إلى عدم تكرار تجارب سابقة دُفعت الجزائر فيها إلى "أحضان" صندوق النقد والبنك الدولييَن، وبالتالي التوجه إلى هيئة مالية عالمية أخرى تمثل بديلاً لتنويع الخيارات.

في سياق التحليل، اعتبر الخبير الاقتصادي والمالي الجزائري بوبكر سلامي، هذا الانضمام دليلاً عملياً على تحسّن المؤشرات الاقتصادية للبلاد وتصنيفها حديثاً بأنها اقتصاد ناشئ من الشريحة العليا، ما جعل منها شريكاً موثوقاً وفعّالاً ضمن هذه المؤسسة، وقال إنّ هذه الخطوة تفتح للجزائر آفاقاً جديدة لدعم وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى المتوسط والطويل عبر الحصول على القروض لتمويل المشاريع.

وأوضح سلامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ البنك التابع لمجموعة بريكس، بما يضمه من مجموعة من البلدان ذات الاقتصاد القوي، يمنح الجزائر عبر المساهمة معها القوّةَ والدعم، وقال: "يأتي ذلك مع اعتبار أنّ المساهمين في البنك سيكونون أول المستفيدين من التمويلات التي يقترحها، وبالتالي فإنّ الجزائر تبعاً لذلك سيكون لها مصدر مهم للشراكة في تمويل المشاريع الكبيرة خاصة، وهو ما يخدم التوجهات التي تتبناها السلطات العمومية في تجسيد البرامج التنموية الكبرى المقرّرة في العديد من المجالات".

وأوضح الخبير الاقتصادي والمالي أنّ هذه الخطوة من شأنها التخفيف من هيمنة الدولار في التعاملات المالية العالمية، لا سيّما حين الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه المجموعة تخطّط لطرح عملة خاصة بها لإجراء المعاملات البينية، مشيراً إلى أنّ التعامل بالعملة الأميركية يشكل في بعض الأحيان عائقاً في مجال التعامل التجاري والاقتصادي مع دول معينة، وذكر في السياق التعاملات مع روسيا مثلاً، فقد قرّرت عدم التعامل بالدولار على الرغم من أنّ سلامي اعتبرها خطوة صعبة التطبيق على الصعيد الميداني.

وقال الخبير، الذي أشار إلى أنّ الانضمام إلى "بريكس" لا يعتبر شرطاً للمساهمة في بنك المجموعة، إنّ طرح عملة عالمية قوية موازاةً مع العملة الأميركية ينتج نوعاً من التوازن في النظام المالي والنقدي العالمي، ويفتح مجال الخيارات الممكنة بدلاً من تحكم عملة واحدة في جميع مفاصل العلاقات والمالية والتجارية في العالم، أما بالنسبة للجزائر فإنّ الانضمام إلى عضوية البنك والمشاركة في رأسماله يجعلها تستفيد على غرار كل المساهمين في انتشار عمله وتمويل المشاريع في مختلف الدول عبر العالم، قائلاً: "سمعة البنك من سمعة مساهميه".

تحوّل جذري

ومن جهته، أشار الخبير المالي والمصرفي عبد الرحمان عية، في مداخلة لـ"العربي الجديد" إلى التحوّل الجذري الذي يعيشه الميدان الجيواستراتيجي للاقتصاد العالمي، بعد ظهور قوى اقتصادية جديدة تنافس القطب الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية مدعومة من الاتحاد الأوروبي، التي استفادت بتقوية عملتها وهي الدولار والعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) أيضاً، وبالتالي فإنّ دخول الجزائر في بنك مجموعة بريكس يندرج في إطار تحقيق نوع من التوازن، ويفتح لها هامشاً من المناورة للبحث عن المصالح الاقتصادية للبلاد، مع الحفاظ على نفس المسافة من جميع الأطراف، خاصة في ظل توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظرته في التحكم بمسار الاقتصاد العالمي، عبر جملة الإجراءات التي قرّرها.

وتأسس البنك الجديد للتنمية (بريكس)، في عام 2015 من مجموعة بريكس التي كانت تضم وقتها البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وهو بنك تنمية متعدّد الأطراف يهدف إلى تعبئة الموارد لتمويل مشاريع التنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية.

جمعية البنوك اليمنية   جمعية البنوك اليمنية

رابط مختصر:
UP